(ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) تقديره : ذلك اليوم الذي كانوا يوعدونه ، فحذف المفعول العائد إلى الاسم الموصول وهو (الَّذِي) تخفيفا ، مثل : (أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) [الفرقان ٢٥ / ٤١] أي بعثه. و (ذلِكَ) : مبتدأ وما بعده الخبر.
البلاغة :
(أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ ..) استفهام إنكاري للتقريع والتوبيخ.
(كَلَّا ، إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) كناية عن المني ، مع نزاهة التعبير ، وحسن التذكير.
(كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ) تشبيه مرسل مجمل ، وفي التشبيه تهكم بهم ، وتعريض بسخف عقولهم ، وتجهيل لهم بعبادة غير الله.
المفردات اللغوية :
(قِبَلَكَ) حولك وناحيتك أو نحوك. (مُهْطِعِينَ) مسرعين مديمي النظر نحوك. (عِزِينَ) جماعات متفرقين حلقات ، جمع عزة ، وأصلها عزوة من العزو ، كأن كل فرقة تعتزي وتنتسب إلى غير من تعتزي إليه الأخرى وتستقل برأي خاص ، وعزين من المنقوص الذي جاز جمعه بالواو والنون عوضا من المحذوف ، مثل عضين. (أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ) إنكار لقولهم : لو صح ما يقوله محمد لنكون فيها أفضل حظا منهم كما في الدنيا. (كَلَّا) ردع لهم عن الطمع في الجنة.
(إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) أي خلقناهم وغيرهم من نطف مهينة ، فمن لم يستكمل نفسه بالإيمان والطاعة ولم يتخلق بأخلاق الملائكة ، لم يتأهل لدخول الجنة. (فَلا أُقْسِمُ) أي أقسم ، ولا : زائدة. (بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) أي للشمس والقمر وسائر الكواكب. (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ) أي نهلكهم ونأتي بخلق أمثل منهم ، أو نأتي بدلهم. (بِمَسْبُوقِينَ) بعاجزين أو بمغلوبين. (فَذَرْهُمْ) اتركهم. (يَخُوضُوا) يتحدثوا في باطلهم. (وَيَلْعَبُوا) في دنياهم. (حَتَّى يُلاقُوا) يلقوا. (الَّذِي يُوعَدُونَ) فيه العذاب.
(الْأَجْداثِ) القبور ، جمع جدث. (سِراعاً) مسرعين إلى المحشر ، جمع سريع.(نُصُبٍ) والنّصب جمع أنصاب ، والنصب : كل شيء منصوب كالعلم أو الراية ، والمراد هنا : ما ينصب للعبادة ، وقرئ : نصب بالسكون. (يُوفِضُونَ) يسرعون. (خاشِعَةً) ذليلة كسيرة. (تَرْهَقُهُمْ) تغشاهم. (ذلِكَ الْيَوْمُ) أي يوم القيامة.