٢ ـ ذكر الرازي أن آية : (دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً ..) من الآيات الدالة على أن جميع الحوادث بقضاء الله وقدره.
٣ ـ صور الله تعالى نفور قوم نوح من دعوته إلى العبادة والتقوى والطاعة ، لأجل أن يغفر الله لهم بصورة مادية محسوسة ، وهي أنه كلما دعاهم إلى سبب المغفرة وهو الإيمان بالله والطاعة له ، سدّوا منافذ أسماعهم ، لئلا يسمعوا دعاءه وطلبه ، وغطّوا بثيابهم وجوههم لئلا يروه ، واستكبروا عن قبول الحق استكبارا عظيما. وهذا دليل على وجود الحجاب الكثيف والغطرسة النفسية عن سماع دعوة الحق ، وتلك مبالغة تتفق مع أوضاعهم ، فإنهم إذا جعلوا أصابعهم في آذانهم ، واستغشوا ثيابهم مع ذلك ، صار المانع من السماع أقوى.
٤ ـ سلك نوح عليهالسلام في دعوة قومه إلى التوحيد وطاعة الله تعالى مراتب ثلاثة : فبدأ بالمناصحة سرا ، ثم ثنى بالمجاهرة ، ثم جمع بين الإعلان والإسرار ، وتلك سياسة ناجحة ، وأسلوب ناجع استنفد فيه كل جهوده ، إذا توافر التجاوب مع الدعوة ، والتفاعل مع كلام الداعية.
٥ ـ إن الاشتغال بطاعة الله سبب يوجب زيادة البركة والنماء ، وانفتاح أبواب الخيرات ، وإدرار الأمطار ، وزيادة الغلال ، ووفرة الثمار ، وقد وعدهم الله على الطاعة بخمسة أشياء : إنزال المطر ، والإمداد بالأموال ، والبنين ، وجعل الجنات (البساتين) ، وجعل الأنهار.
عن الحسن البصري رحمهالله : أن رجلا شكا إليه الجدب ، فقال : استغفر الله ، وشكا إليه آخر الفقر ، وآخر قلة النسل ، وآخر قلة ريع أرضه ، فأمرهم كلهم بالاستغفار ، فقال له بعض القوم : أتاك رجال يشكون إليك أنواعا من الحاجة ، فأمرتهم كلهم بالاستغفار ، فتلا له الآية : (فَقُلْتُ : اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ..) ،