هود ١١ / ١٢٣ وقال : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة ١ / ٥]. وقوله : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) إشارة إلى كماله تعالى في ذاته ، والكمال محبوب لذاته. وفيه دليل على أن من لم يفوض كل الأمور إلى ربه لم يكن راضيا بألوهيته ، ولا معترفا بربوبيته. وفيه تسلية للنبي صلىاللهعليهوسلم أنه سيكفيه شر الكفار وأعداء الدين.
ثم أمره ربه بالصبر على الأذى فقال :
(وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ، وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) أي اصبر أيها الرسول على أذى قومك وما ينالك من السب والاستهزاء ، ولا تجزع من ذلك ، ولا تتعرض لهم ولا تعاتبهم ودارهم ، كما جاء في آيات أخرى منها : (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا) [النجم ٥٣ / ٢٩].
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ فرضية التهجد :
يدل ظاهر توجيه الخطاب إلى النبي صلىاللهعليهوسلم خاصة ، وأمره بقيام الليل ، ووصفه بالتزمل أن التهجد كان فريضة عليه ، وأن فرضيته كانت خاصة به. وهذا رأي أكثر العلماء ؛ لأن الندب والحضّ لا يقع على بعض الليل دون بعض ؛ لأن قيامه ليس مخصوصا به وقتا دون وقت. وهو الذي يدل عليه قوله تعالى : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ) [الإسراء ١٧ / ٧٩] فإن قوله : (نافِلَةً لَكَ) بعد الأمر بالتهجد ظاهر في أن الوجوب من خصائصه صلىاللهعليهوسلم. وليس معنى النافلة في هذه الآية : التطوع ، فإنه لا يكون خاصا به عليه الصلاة والسلام ، بل معناه أنه شيء زائد على ما هو مفروض على غيره من الأمة.