٣ ـ ما أمر النبي صلىاللهعليهوسلم بالإنذار إلا لحكمة بالغة ، ومهمات عظيمة ، لا يجوز له الإخلال بها.
أولها ـ تعظيم الله ووصفه بأنه أكبر من أن يكون له صاحبة أو ولد ، كما يقول عبدة الأوثان.
ثانيها ـ تطهير الثياب من النجاسة المادية أو الحكمية ، وتطهير النفس من المعاصي المؤدية إلى العذاب ، وتجميلها بمحاسن الأخلاق.
ثالثها ـ هجر الأوثان والمآثم التي هي سبب العذاب ، ويراد بذلك الأمر بالمداومة على ذلك الهجران.
رابعها ـ عدم الامتنان على الله بالأعمال الشاقة كالمستكثر لما يفعل ، وإنما الواجب الصبر على ذلك لوجه الله تعالى ، متقربا إليه ، غير ممتنّ به عليه ، وعدم الامتنان على الناس بتعليم أمور الدين والوحي كالمستكثر لذلك الإنعام ، وبالنبوة لأخذ أجر يستكثر به ماله. وقال أكثر المفسرين : المعنى : ولا تعط مالك لأجل أن تأخذ أكثر منه ، حتى تكون عطاياه لأجل الله عزوجل ، لا لأجل طلب الدنيا. وهذا سمة أهل الجود والكرم.
خامسها ـ الصبر على أداء الفرائض والعبادات وإيذاء الناس بسبب تبليغ الدين. والخلاصة : أن الله تعالى وضع أساسين لنجاح دعوة الرسول صلىاللهعليهوسلم بعد استكمال العقل وتحرره من الشرك ، واستكمال النفس بالخلق الكامل ، وهما : الجود والصبر.
٤ ـ هدد الله الكفار الأشقياء بأهوال يوم القيامة ، فإنه إذا نفخ إسرافيل في الصور ـ وهو كهيئة البوق ـ النفخة الثانية ، كان ذلك اليوم يوما شديدا على كل من كفر بالله وبأنبيائه ، غير سهل ولا هيّن عليهم ، فإنهم دائما يواجهون صعابا أشد ، بخلاف المؤمنين الذين يتجهون دائما إلى ما هو الأخف ، حتى يدخلوا الجنة