البلاغة :
(يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ، ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) إيجاز بحذف بعض الجمل ، أي قائلين لهم : ما سلككم في سقر؟ لفهم المخاطبين.
(وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ) خاص بعد عام وهو الخوض بالباطل مع الخائفين ، لتعظيم هذا الذنب.
(وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ ، وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ، حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ) إلخ ، سجع مرصّع.
(كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ، فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) تشبيه تمثيلي ؛ لأن وجه الشبه منتزع من متعدد.
المفردات اللغوية :
(رَهِينَةٌ) مرتهنة عند الله بعملها ، إما خلّصها وإما أوبقها ، وليست رهينة تأنيث رهين ، لتأنيث النفس ؛ لأنه لو قصدت الصفة لقيل (رهين) لأن فعيلا بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث ، وإنما هو اسم بمعنى الرهن ، كالشتيمة بمعنى الشتم ، كأنه قيل : كل نفس بما كسبت رهين ، والمعنى : كل نفس رهن بكسبها عند الله ، غير مفكوك ، ولا يرتهن الله تعالى أحدا من أهل الجنة.
(أَصْحابَ الْيَمِينِ) هم الذين أعطوا كتبهم بأيمانهم ، فلا يرتهنون بذنوبهم ، وقد فكوا رقابهم بما أحسنوا من أعمالهم. (جَنَّاتٍ) بساتين لا تدرك حقيقتها. (يَتَساءَلُونَ) يسأل بعضهم بعضا : أو يسألون غيرهم عن حالهم. (ما سَلَكَكُمْ) أدخلكم. (سَقَرَ) جهنم. (نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) نخالط أهل الباطل في باطلهم. (بِيَوْمِ الدِّينِ) يوم البعث والجزاء. (الْيَقِينُ) الموت. (الشَّافِعِينَ) من الملائكة والأنبياء والصالحين. (مُعْرِضِينَ) عن التذكير ، والمعنى : أي شيء حصل لهم في إعراضهم عن الاتعاظ.
(كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) مثل الحمير الوحشية التي هربت من الأسد أشد الهرب ، شبههم في إعراضهم ونفورهم عن استماع الذكر بحمر. (صُحُفاً مُنَشَّرَةً) أي قراطيس منشورة مبسوطة ، تنشر وتقرأ ، وذلك أنهم قالوا للنبي صلىاللهعليهوسلم : لن نتبعك حتى تأتي كلامنا بكتاب من السماء فيه من الله إلى فلان : أن اتبع محمدا.
(كَلَّا) ردع لهم عن اقتراحهم الآيات. (بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ) فلذلك أعرضوا عن التذكرة ، لا لامتناع إيتاء الصحف. (كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) ردع لهم عن إعراضهم ، فإن القرآن تذكرة كافية. (فَمَنْ شاءَ) أن يذكره. (ذَكَرَهُ) قرأه ، فاتعظ به. (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى) حقيق بأن يتقى عقابه. (وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) حقيق بأن يغفر لمن اتقاه.