ونظير الآية قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ : مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [الملك ٦٧ / ٢٥] وقوله سبحانه : (هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ ، إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا ، وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) [الأنعام ٦ / ٢٨ ـ ٢٩].
ثم ذكر الله تعالى ثلاث علامات للقيامة ، فقال :
(فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ ، وَخَسَفَ الْقَمَرُ ، وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ، يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ : أَيْنَ الْمَفَرُّ؟) أي فإذا دهش البصر وتحير من شدة هول البعث ويوم القيامة ، وذهب ضوء القمر كله دون أن يعود كما يعود بعد الخسوف في الدنيا ، وذهب وتبدد ضوء الشمس والقمر جميعا ، فلا يكون هناك تعاقب ليل ونهار ، أي أن معالم الكون كلها تتغير ، وحينئذ يقول ابن آدم إذا عاين هذه الأهوال يوم القيامة : هل من ملجأ أو موئل ، وأين المفر من الله سبحانه ومن حسابه وعذابه؟!
والمراد بالإنسان : الجنس ، وهو ابن آدم ، فيشمل المؤمن والكافر لهول ما يشاهد منها. وقيل : المراد الكافر خاصة دون المؤمن ، لثقة المؤمن ببشرى ربه.
فيجيب الله تعالى سلفا في الدنيا بقوله :
(كَلَّا لا وَزَرَ ، إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ) أي ليس لكم مكان تعتصمون فيه ، فلا جبل ولا حصن ولا ملجأ من الله يعصمكم يومئذ ، وإنما إلى الله ربك المرجع والمصير ، في الجنة أو في النار ، كما في قوله تعالى : (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) [النجم ٥٣ / ٤٢] فهناك استقرار العباد على الدوام. ولا بد من تقدير مضاف في قوله : (إِلى رَبِّكَ) أي إلى حكم ربك ، أو إلى جنته أو ناره.
ثم ربط الله تعالى نوع المصير بالعمل في الدنيا ، فقال :