فقه الحياة أو الأحكام :
يفهم من الآيات ما يأتي :
١ ـ ذكّر الله تعالى الناس قاطبة بشدة الحال وصعوبة الأمر عند نزول الموت ، فعند الاحتضار يجتمع على الإنسان أمران : الناس يجهزون جسده ، والملائكة يجهزون روحه ، ويجتمع عليه أيضا شيئان محزنان : فراق الدنيا والأهل والولد حين معاينة الملائكة ، واتصال شدة الدنيا بشدة أول الآخرة ، فتلتقي الشدة بالشدة إلا من رحمهالله ، أي شدة كرب الموت بشدة هول المطلع على الآخرة.
٢ ـ يكون الشّوق في يوم القيامة إلى الخالق ، ويكون المرجع والمآب إلى حكم الله ، إما إلى الجنة وإما إلى النار.
٣ ـ يكون الكافر أولى وأجدر بالعذاب والهلاك لفساد العقيدة والعمل والخلق ، فلم يصدّق بالرسول محمد صلىاللهعليهوسلم ولا بالقرآن ولم يصلّ الصلاة المفروضة التي أمره الله بها ، وتجرد عن إنسانيته بالتكبر والتبختر ، افتخارا بالمال والولد ، واعتزازا بالقوة الجسدية أو الجاه ، لذا جاء التهديد بعد التهديد ، والوعيد بعد الوعيد في قوله تعالى : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ، ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) فهو وعيد أربعة لأربعة ، أي وعيد بأربعة أنواع من العذاب لأربعة أنواع من الأمور : ترك الإيمان والصلاة وتكذيب الله تعالى والرسول صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، والتبختر.
٤ ـ أعاد الله تعالى في آخر السورة ما ذكر في أولها بقوله : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ) وقد ذكر هذا لإثبات الحشر والبعث والقيامة بدليلين :
الأول ـ لا بد في الحياة من التكليف لتنظيم الحياة وتهذيب الأنفس ودرء