لقد أخبر الله تعالى عما يصير إليه المتقون غدا من الاستمتاع والاستقرار بظلال الأشجار وظلال القصور ، في مواجهة الشعب الثلاث لظل النار ، والتمتع بالفواكه التي يطلبونها ويتمنونها ، ويقال لهم غدا : كلوا واشربوا متهنئين ، بدل ما يقال للمشركين : (فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ). وهذا هو الثواب الذي يثيب الله به الذين أحسنوا في تصديقهم بمحمد صلىاللهعليهوسلم وأعمالهم في الدنيا
والنوع التاسع ـ وعيد الكفار وتهديدهم إذ يقال لهم في الدنيا : كلوا وتمتعوا زمنا قليلا ، فإنكم مجرمون مشركون بالله ، ومجازون بسوء أعمالكم ، فقد عرضتم أنفسكم للعذاب لأجل حب الدنيا ، والرغبة في طيباتها وشهواتها القليلة الفانية بالنسبة لتلك الآفات العظيمة التي تلقونها يوم القيامة.
والنوع العاشر ـ توبيخهم وتقريعهم على جهلهم وكفرهم وتعريضهم أنفسهم للعقاب الشديد ، وعدم انقيادهم لطاعة الله ، وعدم أداء فريضة الصلاة ، فإذا أمروا بها لم يؤدوها.
وقد كرر تعالى : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) بعد كل نوع لتأكيد التخويف والوعيد.
ثم ختم الله السورة بعظة بليغة موجزة وهي أنه إن لم يصدقوا بالقرآن الذي هو المعجز والدال قطعا على صدق الرسول صلىاللهعليهوسلم ، فبأي شيء يصدقون؟!!
انتهى هذا الجزء ولله الحمد