الشعبي وابن إسحاق. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : نزلت في الأسود بن عبد يغوث ، أو عبد الرحمن بن الأسود.
والمشهور أن الآيات نزلت في الوليد بن المغيرة ، أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : نزلت على النّبي صلىاللهعليهوسلم : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ، هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) فلم نعرفه ، حتى نزل عليه بعد ذلك : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ) فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة (١).
المناسبة :
بعد بيان ما عليه الرسول صلىاللهعليهوسلم من كمال الدين والخلق ، بيّن ما عليه الكفار من الأخلاق الذميمة ، والدعوة إلى التشدد معهم ومخالفتهم ، مع قلة عدد المؤمنين ، وكثرة الكفار.
التفسير والبيان :
(فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ) أي داوم على مخالفة الكفار المكذبين لرسالتك ، وتشدد في ذلك. وهذا نهي صريح من الله سبحانه عن ملاينة المشركين رؤساء مكة ؛ لأنهم كانوا يدعونه إلى دين آبائه ، فنهاه الله عن طاعتهم أو مجاملتهم في شيء من العقيدة بقصد ترغيبهم في الإسلام. والمراد من النهي : التحميس والتهييج والتشدد في مخالفتهم. قال المفسرون : إن المشركين أرادوا من النبي صلىاللهعليهوسلم أن يعبد الله مدة وآلهتهم مدة ، وهم يعبدون الله مدة ، وآلهتهم مدة ، فأنزل الله تعالى : (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ).
(وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) أي تمنوا لو تلين لهم ، فيلينون لك ، بأن تركن إلى آلهتهم ، وتقربها ، وتترك ما أنت عليه من الحق ، فيعترفون بعبادة إلهك.
__________________
(١) أي الجزء المسترخي من أذنها حين تشق ، ويبقى كالجزء المعلّق.