(إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ) كسرت (أَيْمانٌ) إما لمكان اللام كما كسرت فيما قبله ، أو لأن ما قبله قسم ، وهي تكسر في جواب القسم.
(يَوْمَ يُكْشَفُ .. يَوْمَ) : ظرف منصوب ، وعامله إما (فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ) أو فعل مقدر ، تقديره : واذكر يوم.
(خاشِعَةً ..) حال من ضمير (يُدْعَوْنَ) أو من ضمير (يَسْتَطِيعُونَ) و (أَبْصارُهُمْ) : مرفوع بفعله. و (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) : جملة فعلية إما منصوبة على الحال ، وإما مستأنفة لا موضع لها من الإعراب.
البلاغة :
(الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) بينهما طباق.
(ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ، أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ)؟ والجمل التي بعدها : تقريع وتوبيخ.
(أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) تشبيه مقلوب ليكون أبلغ وأروع ؛ لأن الأصل : أفنجعل المجرمين كالمسلمين في الأجر والثواب.
(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) كناية عن شدة الهول يوم القيامة.
المفردات اللغوية :
(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ..) أي في الآخرة. (جَنَّاتِ النَّعِيمِ) جنات ليس فيها إلا التنعم الخالص. (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) أي في الدرجة والمنزلة في الجنان ، وهو إنكار التسوية في نتيجة الإسلام والاجرام ، أي بين أهل الطاعة وأهل المعصية ، وهو إنكار لقول الكفرة ، فإنهم كانوا يقولون : إن صح أنّا نبعث كما يزعم محمد ومن معه ، لم يفضلونا ، بل نكون أحسن حالا منهم ، كما نحن عليه في الدنيا.
(ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) هذا الحكم الفاسد؟ وهو التفات فيه تعجب من حكمهم ، واستبعاد له ، وإشعار بأنه صادر من اختلال فكر واعوجاج رأي. (أَمْ لَكُمْ كِتابٌ) منزل من السماء. (تَدْرُسُونَ) تقرؤون ، و (أَمْ) أي بل ألكم. (إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ) أي لما تختارونه وتشتهونه. (أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا) عهود مؤكدة بالأيمان. (بالِغَةٌ) متناهية في التوكيد موثّقة. (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) أي ثابتة لكم علينا إلى هذا اليوم. (إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ) أي تحكمون به لأنفسكم ، وهو جواب القسم ؛ «لأن معنى (أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا) : أم أقسمنا لكم.
(سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ) أي سلهم أيهم كفيل لهم بذلك الحكم الذي يحكمون به لأنفسهم من