دينار ، كما صالحه على ذلك أهل المناطق الاخرى ، وكتب ( ص ) بينه وبينهم كتبا تتضمن شروط الصلح بما يحفظ للمسلمين حقهم في الجزية ، والتجول في تلك المنطقة ، آمنين على انفسهم وأموالهم ، ويضمن لأصحاب تلك المناطق حرية العقيدة ، والعيش مع جيرانهم المسلمين بأمان .
في هذه الغزوة ، تخلف بأبي ذر جمله ، فعالجه حتى أعياه أمره ، فأخذ رحله عنه ، وحمله على ظهره ، وتابع سيره ماشيا على قدميه .
« ونظر الناس ، فقالوا : يا رسول الله ، هذا رجل على الطريق وحده .
فقال رسول الله ( ص ) : كن أبا ذر !
فلما تأمله الناس ، قالوا : هو أبو ذر .
فقال رسول الله ( ص ) : يرحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده ، ويشهده عصابة من المؤمنين .
فلما نفى عثمان أبا ذر الى الربذة ، أصابه بها أجله ، ولم يكن معه الا مرأته وغلامه ١ .
__________________
(١) الكامل ٢ / ٢٨٠ .