قال : اذهبي ، فتبصَّري .
قالت : فكنت أشتد الى الكثيب ، فانظر ! ثم أرجع اليه ، فأمرِّضه . فبينما أنا وهو كذلك ، اذ أنا برجال على رحالهم ، كأنهم الرُخُم * ، تخب بهم رواحلهم ، فأسرعوا الي ، حتى وقفوا علي ، فقالوا :
يا أمة الله ، ما لَكِ ؟
قلت : إمرؤ من المسلمين ، يموت ! تكفنونه ، « وتؤجرون فيه » ١ .
قالوا : ومن هو ؟ قلت : أبو ذر ! . قالوا : صاحب رسول الله ! ؟ قلت : نعم .
قالت : فَفدَّوه بأبائهم ، وأمهاتهم ، ثم ( وضعوا سياطهم في نحورها ) . وأسرعوا اليه حتى دخلوا عليه ٢ . . الخ الرواية .
وفي رواية الكشي ، عن جلّام بن ذر . وكان له صحبة ( مع رسول الله ) قال :
مكث ابو ذر في الربذة حتى مات ، فلما حضرته الوفاة ، قال لامرأته : اذبحي شاة من غنمك واصنعيها ، فاذا نضجت ، اقعدي على قارعة الطريق ، فأول ركب ترينهم ، قولي :
يا عباد الله المسلمين ، هذا أبو ذر صاحب رسول الله ( ص ) وقد قضى نحبه ، ولقي ربه ، فأعينوني عليه ، وأجنوه ، فان رسول الله ( ص ) أخبرني أني أموت في أرض غربة ، وانه يلي غسلي ودفني والصلاة علي رجال من أمته صالحون .
__________________
* الرّخم : طائر على شكل النسر مبقع بسواد وبياض .
(١) كذا في أعيان الشيعة .
(٢) الاستيعاب ، حاشية على الاصابة ١ / ٢١٤ الى ٢١٦ .