يا أبا ذر : إن العبد ليُذنب فيدخل بذنبه ذلك الجنة ! قلت : وكيف ذلك بأبي أنت وأمي يا رسول الله ؟ قال : يكون ذلك الذنب نصبَ عينيه تائبا منه ، فارّاً الى الله عز وجل حتى يدخل الجنة .
يا أبا ذر : ان الكيِّس من الناس من دان نفسه ، وعمل لما بعدَ الموت ، والعاجزَ من أتبَع نفسه هواها ، وتمنى على الله عز وجل الأماني .
يا أبا ذر : إن الله عز وجل أول شيء يرفع من هذه الأمة ، الأمانة والخشوع ، حتى لا تكاد ترى خاشعاً .
يا أبا ذر : والذي نفس محمد بيده ، لو أن الدنيا كانت تعدِلُ عند الله جَناح بعوضه ، ما سقى الفاجر منها شربة ماء .
يا أبا ذر : إن الدنيا ملعونة . ملعون ما فيها ، إلا ما ابتغي به وجه الله .
يا أبا ذر : ما من شيء ابغض الى الله من الدنيا ، خلقها ثم أعرض عنها ، ولم ينظر اليها ولا ينظر اليها حتى تقوم الساعة ، وما من شيء أحب الى الله عز وجل من ايمان به ، وترك ما أمر أن يترك .
يا أبا ذر : إن الله جل ثناؤه أوحى الى أخي عيسى ( ع ) : يا عيسى لا تحب الدنيا ، فاني لست أحبُّها ، وأحبَّ الآخرة فانها هي دار المعاد .
يا أبا ذر : إن جبرئيل ( ع ) أتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء ، فقال لي : يا محمد هذه خزائن الدنيا ، ولا ينقصك من حظك عند ربِّك ! قال : فقلت : حبيبي جبرئيل ، لا حاجة لي فيها . اذا جعتُ سألت ربي . واذا شبعت شكرته .
يا أبا ذر : اذا أراد الله بعبد خيراً فقَّهه في الدين . وزهَّده في الدنيا ، وبصَّره بعيوب نفسه .