فخرج حتى أتى المسجد ، فنادى بأعلى صوته : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .
فثار اليه القوم وضربوه حتى أضجعوه .
فأتى العباس ، فأكب عليه وقال : ويلكم ألستم تعلمون أنه من بني غفار ، وأن طريق تجارتكم الى الشام عليهم ، وأنقذه منهم .
ثم عاد من الغد الى مثلها ، وثاروا اليه فضربوه ، فأكب عليه العباس ، فأنقذه . ثم لحق بقومه . ١
ومن طريف ما يروى عنه :
أنه رأى إمرأة تطوف بالبيت ، وتدعو بأحسن دعاء في الارض ، وتقول : اعطني كذا وكذا . . ثم قالت في آخر ذلك : يا إساف ، ويا نائلة . ! ! ( وهما صنمان لقريش ، زُعم أنهما كانا من أهل اليمن ، أحب أحدهما الآخر ، فقدما حاجين ، فدخلا الكعبة ، فوجداها خلواً من كل أحد ، ففجرا بها ، فمسخا حجرين ، فأصبح الحجاج ، فوجدوهما حجرين ، فوضعوهما الى جانب ليتعظ بهما الناس كي لا يتكرر هذا العمل ، ثم توالت الأيام ، فعبدتهما قريش كبقية الأصنام ) .
فالتفت أبو ذر الى تلك المرأة ، قائلا : أنكحي أحدهما صاحبه ! .
فتعلقت به ، وقالت : أنت صابیء ، فجاء فتية من قريش فضربوه ، وجاء ناس من بني بكر ، فنصروه .
__________________
(١) اعيان الشيعة ج ١٦ / ٣١٦ ـ ٣١٧ نقلا عن : الاستيعاب / باب الكنى . وفي الاصابة ٤ / ص ٦٢ ـ ٦٣ وفي صحيح مسلم قريبا من ذلك .