أصبحت من الغد ، رجعت الى المسجد ، فبقيت يومي حتى أمسيت ، وسرت الى مضجعي . فمر بي عليّ ، فقال : أما آن للرجل أن يعرف منزله ؟
فأقامه ، وذهب به معه ، وما يسأل واحد منهما صاحبه .
حتى اذا كان اليوم الثالث ، فعل مثل ذلك ، فأقامه عليّ معه .
ثم قال له علي ( ع ) : ألا تحدثني ما الذي اقدمك هذا البلد ؟
قال : إن اعطيتني عهداً وميثاقاً لترشدني . فعلت . ففعل .
فأخبره علي ( ع ) عنه أنه نبي ، وأن ما جاء به حق ، وأنه رسول الله ( ص ) . ثم قال له : فاذا أصبحت ، فاتبعني ، فاني إن رأيت شيئاً أخاف عليك ، قمت كأني أريق الماء ، فان مضيت ، فاتبعني حتى تدخل معي مدخلي .
قال : فانطلقت أقفوه ، حتى دخل على رسول الله ( ص ) ودخلت معه ، وحييت رسول الله بتحية الاسلام ، فقلت : السلام عليك يا رسول الله ـ وكنت أول من حياه بتحية الاسلام ـ
فقال ( ص ) : وعليك السلام . من أنت ؟
قلت : رجل من بني غفار . فعرض علي الاسلام فأسلمت ، وشهدت أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .
فقال لي رسول الله ( ص ) : ارجع الى قومك ، فأخبرهم ، واكتم أمرك عن أهل مكة فاني أخشاهم عليك .
فقلت : والذي نفسي بيده ، لأصوِّتن بها بين ظهرانيهم .