« اركب الى هذا الوادي ، واعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم انه يأتيه الخبر من السماء ! واسمع من قوله ، ثم إإتني .
انطلق أنيس ، حتى قدم مكة ، وسمع من قوله .
ثم رجع الى أبي ذر ، فقال : رأيته يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويأمر بمكارم الأخلاق ، وسمعت منه كلاماً ، ما هو بالشعر !
فقال له أبو ذر : ما شفيتني فيما أردتُ .
فتزود وحمل شنَّة له فيها ماء ، حتى قدم مكة . فأتى المسجد ، فالتمس النبي ( ص ) و ( هو ) لا يعرفه ، وكره أن يسأل عنه ، حتى أدركه الليل ، فاضطجع . فرآه علي بن ابي طالب ( ع ) فقال : كأن الرجل غريب . قال : نعم .
قال : انطلق الى المنزل .
قال أبو ذر : فانطلقت معه ، لا يسألني عن شيء ولا أسأله . فلما
__________________
= فزوى الراعي شياهه الى زاوية المدينة ، ثم أتى النبي ( ص ) فأخبره ، فخرج رسول الله ( ص ) فقال : صدق والذي نفسي بيده .
( ثم قال ) : قال ابن عبد البر : وغيره كلم الذئب من الصحابة ثلاثة : رافع بن عميرة ، وسلمة بن الاكوع ، وأهبان بن أوس الاسلمي ، قال : ولذلك تقول العرب : هو كذئب أهبان يتعجبون منه . وذلك ، ان أهبان بن أوس المذكور كان في غنم له ، فشد الذئب على شاة منها ، فصاح به أهبان ، فأقعى الذئب ، وقال : أتنزع مني رزقا رزقنيه الله ؟ ! فقال أهبان : ما سمعت ولا رأيت اعجب من هذا ، ذئب يتكلم ؟ . فقال الذئب : أتعجب من هذا ، ورسول الله ( ص ) بين هذه النخلات ، وأومأ بيده الى المدينة يحدث بما كان وبما يكون ، ويدعو الناس الى الله والى عبادته وهم لا يجيبونه . . الخ .
(٣)