لهم بأنهم الفريقان (١) تعنيهما تفسيرا للأولين وتأويلا للآخرين ، فقد تصدق هذه الثلاث إلا ما فيها من شطرات لا تلائم القرآن.
ذلك ، وإلى تفصيل لكل مقاطع الآيات الأربع بشأن رجال الأعراف
__________________
ـ وان أدخلهم الجنة فبرحمته». أقول : قضية ذلك الإستواء تكفير الذنوب وان بدخول النار ردحا من الزمن ثم دخول الجنة بحسناتهم ، اللهم إلا أن تعني مكوث الأعراف غفر سيئاتهم دون عذاب. وفيه عن القمي عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال : أقبل علي فقال لي : ما تقول في أصحاب الأعراف؟ فقلت : ما هم إلا مؤمنين أو كافرين ، إن دخلوا الجنة فهم مؤمنون وان دخلوا النار فهم كافرون ، فقال : والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين ، ولو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنة كما دخلها المؤمنون ولو كانوا كافرين لدخلوا النار كما دخلها الكافرون ولكنهم قد استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم الآمال وانهم لكما قال الله عزّ وجلّ ، فقلت : أمن أهل الجنة هم أم من أهل النار؟ فقال : أتركهم حيث تركهم الله ، قلت : أفنرجئهم؟ قال : نعم أرجئهم كما أرجأهم الله ، إن شاء أدخلهم الجنة برحمته وان شاء ساقهم إلى النار بذنوبهم ولم يظلمهم ، فقلت : هل يدخل الجنة كافر؟ قال : لا ، قلت : فهل يدخل النار إلا كافر؟ قال : فقال : لا إلا أن يشاء الله ، يا زرارة إنني أقول ما شاء الله ، وأنت لا تقول ما شاء الله ، أما إنك ان كبرت رجعت وتحللت عنك عقدك.
(١) في المجمع قال أبو عبد الله (عليه السّلام): الأعراف كثبان بين الجنة والنار يوقف عليها كل نبي وكل خليفة مع المذنبين من أهل زمانه كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده وقد سبق المحسنون إلى الجنة فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه : انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سبقوا فيسلم عليهم المذنبون وذلك قوله : ونادى أصحاب الأعراف .. ثم أخبر سبحانه انهم لم يدخلوها وهم يطمعون ، يعني هؤلاء المذنبين لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون أن يدخلهم الله بشفاعة النبي والإمام وينظر هؤلاء المذنبون إلى أهل النار فيقولون ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ـ ثم ينادي أصحاب الأعراف وهم الأنبياء والخلفاء رجالا من أهل النار مقرعين لهم (ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ) ـ يعني أهؤلاء المستضعفين كنتم تستضعفونهم وتحتقرونهم بفقرهم وتستطيلون بدنياكم عليهم ثم يقولون لهؤلاء المستضعفين عن أمر من الله بذلك لهم : (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) وروى القمي في تفسيره عنه (عليه السّلام) ما يقرب منه عنه (عليه السّلام).