تعالى ، فذلك غير محظور.
فما دام الداعون (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً) (٣٢ : ١٦) ـ و (يَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً) (٢١ : ٩٠) حاصلين على سائر شروطات الدعاء المسرودة في القرآن والسنة ، فما عليهم إن لم يخفوه عناية إلى مزيد الذل والحظوة في موقف الدعاء ، مهما كان الأصل فيه هو الخفاء.
ذلك ، وقد تعني «وخفية» ما يقابل «تضرعا» حيث التضرع ظاهر لا يخفى ، فإنه بطبيعة الحال جاهر ، فليس إذا من عطف الجمع ، بل هو عطف التخيير ، ولكنه دون الجهر : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ) (٧ : ٢٠٥) ف (سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ) (١٣ : ١٠) (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) (٢٠ : ٧).
إذا فقضية الدعاء كأصل أن يكون تضرعا وخفية بخفاء دون الجهر من القول ، ورغبا ورهبا ، فباطن الدعاء هو الرغب والرهب على ضراعة ، وظاهره أن يكون خفية ودون الجهر من القول ، اللهم إلا إذا لزم أو رجح الجهر تعليما ، كما كان يفعله المعصومون (عليهم السّلام) أحيان كانوا يعلمون أصحابهم ، أم مزيدا للحظوة الروحية برنة الدعاء وضراعته الظاهرة الجاهرة ما بعد عن الرئاء.
وأما ألا يدعى الرب ، أو يدعى بكبرياء أم دون تضرع ، أم يدعى تضرعا دون رغبة ورهبة ، أم يدعى تضرعا برغبة ورهبة بصراخ زعم أنه غير سميع الدعاء ، أم بغير صراخ وهو يؤكد استجابته بتا أمّاذا من سوء الأدب في حقل الدعاء ، فكل ذلك تشمله (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) مهما كانت دركات.
ولأن صالح الدعاء مما يصلح الأرض إضافة إلى سائر الإصلاح منا ، ف :
(وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَ