الرسل ، فان من ميزاتهم هي : سبقهم إلى الإقرار بالله ، وعموم شرعتهم إلى عباد الله ، وعزمهم في التصبر في الله ، مهما كان منها ـ أيضا ـ استقلالهم في شرعتهم عما قبلها من شرائع الله ، أماهيه من ميزاتهم المسرودة على ضوء آية الأحقاف.
فالحامل لمجموعة الميّزات الرسولية والرسالية هو من أولي العزم وهم الخمسة المعاريف كتابا وسنة ، ولم تكن الرسل قبل نوح (عليه السّلام) لهم ، ولا لإدريس النبي الذي هو أفضلهم ، ولاية عزم رسولي ولا رسالي كما هي لأولي العزم.
فمهما كانت شرعة آدم عالمية ، لم يكن يعدو عالمه بنيه ، ثم (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)! ، ومهما كانت شرعة إدريس عالمية ـ ولا برهان له ـ فلم يكن من السابقين في الإقرار بالله ، فانما تتبنى ولاية العزم عزمات دون أزمات فيهم أنفسهم وفي شرائعهم ، التي تشكل الإمامة في الرسالة الربانية ، فهم ـ إذا ـ مجامع عزمات رسولية ورسالية قمة لحد أصبحوا لسائر الرسل ـ كما للمرسل إليهم ـ أئمة.
ذلك ، ولأن الرسالة الربانية تحمل مثلثا من الوحي : إزالة لغشاوات على الفطر والعقول ، ثم تنويرات لهما قدر المعني لهما ، ومن ثم أحكاما فرعية لا سبيل لغير الوحي إليها ، لأنها قضية العلم الطليق على كافة الصالح والمفاسد ، كما ومنها قضية صالح الابتلاء كقصة ذبح إسماعيل ، ولا سبيل إليهما للعلم فطريا وعقليا ومزيدا عليها حيث هما ـ على أية حال ـ محدودان.
فقد حملت شرعة آدم (عليه السّلام) خاصرا غير حاصر من هذه الثلاثة ، ومن ثم تفصيل في شرعة إدريس ، ثم تفصيل كأولى مرحلة جامعة لشرعه من الدين ، وإلى تفصيل القرآن العظيم.
إذا فحمل شرعة قبل نوح (عليه السّلام) لا يحمل ولاية العزم