أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧٠) قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما نَزَّلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (٧١) فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَما كانُوا مُؤْمِنِينَ (٧٢)
وترى لماذا هنا (أَخاهُمْ هُوداً) وفي تالية الآيات (أَخاهُمْ صالِحاً) و (أَخاهُمْ شُعَيْباً) وفي (٢٦ : ١٦١) (أَخُوهُمْ لُوطٌ) وفي نوح هنا «قومه»؟.
إن الرسل هم كلهم إخوان المرسل إليهم وهم كذلك إخوانهم وأقوامهم ، ف (ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ) (١٤ : ٤) تحلق القومية على كل المرسل إليهم ، ثم (إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ) (٢٦ : ١٠٦) تحلق الأخوة عليهم ، مهما كان التعبير عنهم ب «قوم» أكثر بكثير من «أخ» فقد لا نجد التعبير بالأخ عن أولي العزم إلّا في نوح ، وعلّه لأن قومه كانوا قلة قليلة مجتمعة في قطر واحد معه ، فكان عشيرا لهم في عشرة وسواها.