رضوا أم لم ينهوه وبين الذي عقرها ، وكما في قصة السبت حيث (أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ) (٧ : ١٦٥) فبقي الباقون تحت وطأة العذاب ، سواء الذين نهوا الناهين عن السوء أو الذين تزكوا النهي عن السوء ، مهما كانت عذاباتهم مختلفة.
ولقد قرر لهم ولها شرب عادل حيث كان ماءهم : «ثمود» : قليلا : (قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ. وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ. فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ. فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) (٢٦ : ١٥٨).
ذلك (.. فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ. فَتَوَلَّى عَنْهُمْ) بعد جثومهم (وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ).
وتراه كيف خاطبهم وهم جثوم؟ خاطبهم حيث يسمعون بعد موتهم وذلك لهم تحسر بالغ ، وكما خاطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قتلى بدر فقيل تتكلم مع هؤلاء الجيف؟ فقال : ما أنتم بأسمع منهم ولكنهم لا يقدرون على الجواب.
أم وخاطبهم وهم على أشراف جثومهم ، وقد تشهد له (وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) ولكن الكافر يموت على خصائله ، فكما كان قبل موته لا يحب الناصحين كذلك بعد موته مهما تطلب الرجوع لكي يعمل صالحا غير الذي كان يعمل ، فإنه كاذب على أية حال ، في كل حل وتر حال.
ذلك ، وحب الناصحين دليل على استقامة الفطرة وسلامة السبحية مهما كان صاحبها ضالا ولمّا يجد هاديا يهديه.
لقد «أخذتهم الرجفة» و «الطاغية» و «الصيحة» حسب مثلث التعبير في آيات ثلاث ، والجمع هو أن هذه «الصيحة» كانت «طاغية» لحد خلفت «الرجفة» المدمرة المزمجرة وكما يروى «فلما كان نصف الليل أتاهم جبرئيل (عليه السلام) فصرخ عليهم صرخة خرقت تلك الصرخة أسماعهم وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم وقد كانوا في تلك