ومن الجاهليات المتحضرة التي تبيح ذلك الشذوذ الجنسي هي دعوى عريضة توجهها الصهيونية العالمية : أن احتجاب المرأة هو الذي ينشره؟ ولكن شهادة الواقع تعكس الأمر أن خلاعة النساء وتعريهن مما يشجع على ذلك الشذوذ ، ففي أوروبا وأمريكا لم يبق ضابط واحد للاختلاط الجنسي الطليق بين الجنسين ، يتسافدون كما تسافد البهائم وليس هناك أحد يقول لأحد مه مه.
ثم نرى أن فاحشة اللواط يرتفع معدلهما بارتفاع معدل فاحشة الزنا بحرية الجنسين الطليقة ، لحد تجاوزت إلى حرية الاكتفاء لكل جنس بجنسه ، ذكر مع ذكر وأنثى مع أنثى ، بل ومع الحيوان أيضا ، ومن أراد واسع الاطلاع على تلك الحرية البشعة فليقرأ «السلوك الجنسي عند الرجال» و «السلوك الجنسي عند النساء» في تقرير «كنزي» الأمريكي.
ذلك ، ولكن الأجهزة الدعائية المضللة لا تزال تردّد هذه الأكذوبة : أن العادة السرية واللواط وما أشبه مسنودة إلى حجاب المرأة ، لتؤدي ما تريده بروتوكولات صهيون ووصايا مؤتمرات للمبشرين من دور دائر مائر للبربرية الجنسية دون حدود.
(وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ) وهنا يصبح التطهر سببا لإخراج المتطهرين من قريتهم حتى يخلو جوها للملوثين الدنسين ، وذلك منطلق الجاهلية في كل حين ، من الجاهلية الغابرة إلى جاهلية القرن العشرين ، حيث تطارد المتطهرين كيلا تراهم يخالفونهم في انغماسهم وانطماسهم في خضم الشهوات والمنكرات ، ليتم الجو ويطم ما هو يطلبونه من المستنقعات العفنة.
(فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ) من هذه القرية القذرة (إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) القذرين ثم (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً) من العذاب التباب (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) الذين أجرموا ثمرات الحياة وقطعوها قبل