هنا آيات تسع تتحدث عن رسالة شعيب وما واجهه به قومه وما نقم الله به منهم (فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ).
يذكر شعيب في إحدى عشر آية بست سور ، وهنا تفصيل أكثر وبيان أوفر لرسالته ببيعته وملابساته ، وشعيب هذا من الرسل الإبراهيميين وقد زوج إحدى ابنته موسى (عليه السّلام) حيث فر إلى مدين وبقي معه عشر سنين ثم (جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى).
والرسالة الشعيبية كانت محصورة في مدين وهي قرية صغيرة يروى أنها «لا تكمل أربعين بيتا» (١). ولكنها قد تنافي (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ)(٨٧) حيث الأربعين ليست كثيرة لأهل قرية ، اللهم إلا أن تعني «البيت» القبيلة التي قد تكون من مآت الأفراد.
ثم في أصحاب الأيكة : (كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ. فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ. وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ. أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ. وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ. وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ. قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ. وَما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ ... قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ. فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ. إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) (٢٦ : ١٧٦ ـ ١٩٠).
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٥١ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليهما السّلام) حديث طويل يقول في آخره : وان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة ، أما شعيب فإنه أرسل إلى مدين وهي لا تكمل أربعين بيتا.