المكذبين حيث التكذيب ولا سيما ذلك الصلب الصلت هو بنفسه ترك لمثلث العهود ، فقد تعني «أكثرهم» أكثر المكلفين ، و «إن» هنا مخففة عن «إنّ» فقد وجدنا أكثرهم لفاسقين ، خروجا عن عهد الفطرة وعهد الشرعة ، فالخارج عن عهد الفطرة قبل إتيان الرسل هو خارج عن عهد الشرعة بعد إتيانهم بطبيعة الحال.
ثم و «أكثرهم» قد تعني كافة الناس في مثلث الزمان في وجدان علمي رباني ، وعدم وجدانه تعالى لشيء هو عدم وجود ذلك الشيء ، ولا تعني سلبية العهد أصله ، فإنهم يعيشون مثلث العهد ، وإنما هو استمرارية ذلك العهد تطبيقا له.
ثم (إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) دون «كافرين» لكي يشمل كل تخلفة عن العهد إلحادا أو إشراكا أو كفرا كتابيا ، أم فسقا في كل دركاته.
وقد تعني «من عهد» استئصال العهد لأكثرهم عن بكرته ، مهما كان عهدا معرفيا ، أو عقيديا ، فضلا عن العملي.
فقد تعني ـ إذا ـ أكثرهم ، أكثر المكذبين بآيات الله ، فالعهد بين حالات ثلاث ، ١ مستغرقة إيجابيا كما للرعيل الأعلى من المعصومين (عليهم السّلام) ، ٢ ومستغرقة سلبيا كما لأسفل سافلين من المكذبين ، ٣ وعوانا بينهما تطبيقا لعهد وتركا لآخر ، فقد يوجد مكذبون لمّا تستأصل عهودهم عن بكرتها فهم قد يؤمنون أم ـ ولأقل تقدير ـ يتركون التكذيب ، ثم الأكثرية منهم يعيشون ترك عهودهم حتى الموت (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ).
ففي مثلث العهود بدرجاتها ، يسبّع الناس بدرجاتهم ، فمن واجد عهد الفطرة دون العقل ، أم واجد عهد العقل ناس عهد الفطرة ، أم واجد عهد الشرعة دون عهد الفطرة والعقل ، أم واجد لها كلها ، أم واجد لاثنين منها ، فالواجد لها كلها هو القائم بها مهما كان درجات ، والواجد لواحد منها هو أضعف الواجدين ، ثم الواجد لاثنين منها هو عوان بينهما ، كمن وجد عهد الفطرة والعقل ، أو العقل والشرعة ، أو الفطرة والشرعة ، ثم