إنكم تركبون سنن الذين من قبلكم» (١).
فيا أغبياء! (أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً) لكم «وهو» الذي (فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) بمكرمات «و» اذكر منها (إِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ... وَفِي ذلِكُمْ) السوم من العذاب (بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) حيث ابتلاكم به لردح من الزمن ثم تمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل لينظر كيف يعملون.
هنا عرض لقصة المواعدة الموسوية وفي طه مثلها باختلاف يسير في التعبير ، وبينهما بعض الميزات الخاصة بكلّ فصلنا التي ل «طه» فيها ، وهنا قول فصل حول آيته ما يخصها.
(وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)(١٤٢).
هنا عديد المواعدة مذكور دون «طه» : (وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ) (٢٠ : ٨٠) ولكنها في البقرة : (وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ) (٢ : ٥١).
ف «أربعين» هناك هي مجموع المواعدتين المتصلتين ، و «ثلاثين» هنا هي ظاهرة أولى للمواعدة دون حصر حيث «وأتممناها بعشر فتم ميقات
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ١١٤ عن أبي واقد الليثي قال : خرجنا ..
وفيه أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني من طريق كثير بن عبد الله بن عوف عن أبيه عن جده قال : غزونا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عام الفتح ونحن ألف ونيف ففتح الله له مكة وحنينا حتى إذا كنا بين حنين والطائف أرض شجرة دنوا عظيمة سدر كان يناط بها السلاح فسميت ذات أنواط وكانت تعبد من دون الله فلما رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صرف عنها في يوم طائف إلى ظل هو أدنى منها فقال له رجل : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنها السنن قلتم ، والذي نفس محمد بيده كما قالت بنو إسرائيل : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة.