ربه أربعين ليلة» (١) ف «ثلاثين» هي في صيغة التعبير كانت امتحانا لبني إسرائيل دون أن يعلموا (وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ) ابتلاء بهذه المتممة هل هم بعد على انحرافهم الشركي أم أصلحوا أنفسهم فلا يضلون ، ولكنهم ضلوا إلّا قليل بفتنتي مزيد العشر على الثلاثين (٢) وعجل السامري : (قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ) (٢٠ : ٨٥).
وترى لا يستدل بظاهر العدد ـ إذا ـ على ألّا يعنى أزيد منه كما لا يعنى الأنقص؟ إن الأنقص هو خلاف النص ، والأزيد قد يكون خلاف النص كما إذا كان العدد في مسرح الحصر فهو ـ إذا ـ مصرح الحصر ، كأن تسأل ما عندك من الدراهم؟ فتقول : عندي عشرة ، فإنها ـ إذا ـ نص في العدد ينفي الأزيد كما ينفي الأنقص ، وأخرى ليس خلاف النص ، بل هو لأكثر تقدير ظاهر يقبل التحويل كأن تقول دون سؤال : عندي عشرة ، فليس ينافيها أكثر منها حيث الأقل هو تحت الأكثر ، وهكذا يعني قول الله : (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ) فقد قال لهم موسى واعدني ربي ثلاثين ليلة ، قبل أن تلحقها المواعدة الثانية ، ومهما كانت الأولى ظاهرة في حصرها ولكن ليست بحيث يستدل بها على سلب مواعدة ثانية حتى إذا جاءت يقال : إن الأولى كاذبة ، فقد تكون الأولى ـ كما هنا ـ
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٦١ عن أبي جعفر الباقر (عليهما السّلام) أن موسى قال لقومه : إني أتأخر عنكم ثلاثين يوما ليتسهل عليكم ثم زاد عليهم عشرا وليس في ذلك خلف لأنه إذا تأخر عنهم أربعين ليلة فقد تأخر ثلاثين قبلها ، وفيه عن الفضل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال : قلت : لهذا الأمر وقت؟ فقال : كذب الوقاتون كذب الوقاتون كذب الوقاتون أن موسى (عليه السّلام) لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما فلما زاده الله على الثلاثين عشرا قال قومه : قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا فإذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم به فقولوا : صدق الله ، وإذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا : صدق الله تؤجروا مرتين.
وفي تفسير العياشي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال : إن موسى (عليه السّلام) لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما فلما زادا له على الثلاثين عشرا قال قومه : أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا.