إلى صالحين مصلحين وإلى طالحين مفسدين.
(وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ)(١٤٩).
هنا لا نعرف من آية الأعراف كيف (سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ) إنما هي آية طه : (وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً) (٢٠ : ٩٧) فقد سقط محروقا أمامهم ثم نسف في أليم نسفا ، إحراقا ونسفا له ولضلالهم المبين ف (رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا) بأم أعينهم حسيّا ، بعد ما كانوا يرونهم ضلّالا فطريا وعقليا وشرعيا ، ولكنهم ما أمروا بضلالهم إلّا على ضوء الحس وكما عبدوا العجل الجسد قضية أصالة الحس.
ذلك ، وعند ضلالهم بحاضر الإحساس (قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا) فغضب علينا بما ضللنا «و» لم «يغفر لنا» خطايانا (لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) الذين خسروا أنفسهم إذ ماتوا عطاشا يمّ اليمّ الزاخر من دلالات آيات ربنا البينات.
ذلك ، فقد سقط كثير من الوجوه المذكورة في المفصلات ل (سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ) في
أيديهم ، حيث الساقط البين هنا هو العجل الذهبي الإله بزعمهم ، إذ أحرق ونسف في أليم نسفا.
وقد يعنى معه «سقط» ذلك الاتخاذ في أيديهم المحاولة لأخذه إلها بما بينه موسى بلسان الوحي ، وبما أحرق ونسف في أليم نسفا.
وثالثة لما ندموا بأشده وأشده حيث يقال لمن ندم «سقط في يده» إذ نفض يده عما كان يرجوه ، ففند ونفد ما كان يرجوه.
ورابعة بمعنى وقع في يده السقيط كالسّقاطة والنفاية ، فقد كانت ألوهة العجل سقاطة مقيّتة ونفاية منفية في كافة الموازين المعنية ولكنها لما سقطت في أيديهم بحقل الإحساس حين أحرق ونسف رأوا أنهم قد ضلوا.