في وسط الحجاب وصعد إلى الجبل. وكان موسى في الجبل أربعين نهارا وأربعين ليلة».
ثم في الفصل (٢٥) أن «مما كلم الرب موسى أن كلم بني إسرائيل يصنعوا لي مقدسا من ذهب وفضة وكأس واسمانجوني وأرجوان وقرمز وبوص وشعر معزى وجلود كباش محمرة وجلود تخس وخشب سنط وزيت للمنارة وأطياب لدهن المسحة والبخور العطر وحجارة جزع وحجارة ترصيع للرداء والصدرة فيصنعون لي مقدسا لأسكن في وسطهم ، وتصنع غطاء من ذهب .. وأنا أجتمع بك هناك وأتكلم معك من على الغطاء من الكرد بين للذين على تابوت الشهادة بكل ما أوصيك به إلى بني إسرائيل»!!!.
ذلك ، ولئن استضعف بنو إسرائيل خليفة موسى في تغيّبه ، فقد استضعف المسلمون خليفة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد موته وانطبق عليه كما هو : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) وكما يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله لعلي (عليه السّلام): يا أخي أنت سيفي بعدي وستلقى من قريش ومن تظاهرهم عليك وظلمهم لك ، فإن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك ، وإن لم تجد أعوانا فاصبر وكفّ يدك ولا تلق بها إلى التهلكة فإنك مني بمنزلة هارون من موسى (عليهما السّلام) ولك بهارون أسوة إذ استضعفه قومه وكادوا يقتلونه فاصبر لظلم قريش وتظاهرهم عليك فإنك بمنزلة هارون ومن تبعه وهم بمنزلة العجل ومن تبعه.
(وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ)(١٥٤).
هنا (سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ) دون «سكت موسى عن الغضب» شاهد صدق على بالغ ذلك الغضب حيث ملك موسى فلم يملكه موسى حتى ألقى الألواح وأخذ برأس أجنة يجره إليه ، وذلك لأنه ملكه التوحيد بعد أن ملك هو التوحيد ، فلم يستطع أن يتمالك نفسه إذ رأى القوم قد ضلوا ضلالا بعيدا ، فذلك التعبير العبير يشخص آماد الغضب وأبعاده لحد