لحد يشمل العالم مرتين ، وفي خلالهما هم أفسد المفسدين في الأرض ، فهم بتخلفاتهم وإفساداتهم الدائمة يختزنون النقمة في قلوب الشعوب ، ويهيئون الرصيد الوصيد الذي يدمّرهم ـ أخيرا ـ عن بكرتهم.
ذلك ، وليست سلطاتهم منذ بدأت واستمرت باحتلال القدس وفلسطين إلّا لغيبوبة المسلمين المحليين وسواهم عن السلاح الوحيد الإسلامي والراية الوحيدة الوطيدة ، وهي فترة الغيبوبة بحكم السموم التي بثتها الصهيونية والصليبية العالمية ، ولكن سوف تجيء الصحوة من هذه الغفلة والغيبوبة وكما وعد الله في آيات الأسرى : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما ... فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) فراجع.
فهؤلاء هم اليهود ، المعرقة في عقولهم المخبولة المدخولة ، وقلوبهم المقلوبة ، فكرة التجسد الرباني ، فإن لم يستطيعوا أن يرووا الله بأم أعينهم فليتحولوا إلى (عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ) وليؤوّلوا قصة الميعاد عن أصلها إلى معاكس فيه مسّ من كرامة الله ـ خلافا للقرآن : وهكذا نراهم يحرفون التوراة حسب المزاعم المادية ، كما في (سفر الخروج ٢٤ : ٩ ـ ١٨) : «ثم صعد موسى وهارون وناداب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل ورأوا إله إسرائيل وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف وكذات السماء في النقاوة. ولكنه لم يمد يده إلى أشراف بني إسرائيل فرأوا الله وأكلوا وشربوا. وقال الرب لموسى اصعد إلى الجبل ، وكن هناك فأعطيك لوحي الحجارة والشريعة والوصية التي كتبتها. فقام موسى ويشوع خادمه. وصعد موسى إلى جبل الله. وأما الشيوخ فقال لهم : اجلسوا هاهنا حتى نرجع إليكم. وهو ذا هارون وحور معكم. فمن كان صاحب دعوى فليتقدم إليهما. فصعد موسى إلى الجبل. فغطى السحاب الجبل. وحل مجد الرب على جبل سيناء وغطاه السحاب ستة أيام ـ
وفي اليوم السابع دعى موسى من وسط الحجاب. وكان منظر مجد الرب كنار آكلة على رأس الجبل أمام عيون بني إسرائيل. ودخل موسى