ثم (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ) يشمل صالح الإيمان أيا كان ومن أيّ كان وأيان ، ولزامه بعد نزول القرآن هو الإيمان بالشرعة القرآنية.
وهنا «يؤمنون» دون «آمنوا» توسيع لدائرة الإيمان لتشمل هؤلاء الذين يفتشون عن آيات الإيمان ولمّا يصلوا إليها ، فإن وصلوا إليها آمنوا ، وإلا فهم مؤمنون وان لم يصلوا وماتوا غير حاصلين على آيات الإيمان الملحق بإيمانهم الحالي ، أم بأصل إيمانهم بشرعة ربانية ، وإنما الأصل حالة «يؤمنون» وإن لم يصلوا إلى هالته ، وغير مكتوبة ، ومن الثانية ما تشمل المذنبين غير المعاندين أو المصرين على الضلال ، حيث الرحمة العامة الرحمانية تغمرهم ، ثم الرحيمية الموجهة إليهم دلالة الطريق تعمرهم وهم رافضوها (فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ) ومن أبرزهم :
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٥٧) قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ