(عليهم السّلام) ليس ليصدق على المسيح (عليه السّلام) الآتي بعد أشعياء اللهم إلّا على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خاتم الأنبياء.
فالآيات (١ ـ ٣ ـ ٤ ـ ١٠) تبشر بولاية عزمه وانه صاحب شرعة مستقلة جديدة ، وشرعة المسيح حسب نصوص من الإنجيل إضافة إلى خلوه عن أحكام ، هي شرعة التوراة إلّا في قليل هو تحليل البعض من المحرمات العقوبية.
والآيات (١ ـ ٢ ـ ٣ ـ ٤ ـ ٦) تصرح بأممية شرعته العالمية وأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) هدى ونور لقاطبة الملل ، والآيتان (٤ ـ ١٠) تقول إن كافة الأمم تنتظر مجيئه وهي مأمورة بالدخول في شرعته ، وهو يكسر الأصنام ويزيل عبادة الأصنام (٨ ـ ١٧).
ومبدء ظهوره وانتشار شرعته البلاد المسكونة ل «قيدار» (١) ـ وهو الولد الثاني لإسماعيل (تكوين ١٣ : ٢٥) وهو جد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأعظم معبد لأمته في هذه البلاد حيث المستطيعون يقصدونه من مشارق الأرض ومغاربها وترفع البرية ومدنها وصوتها الديار التي يسكنها قيدار ، ترنّما بتسبيح الله من على رؤوس الجبال (١١ ـ ١٢).
وقد تعني «مختاريّ» في (٢) المصطفى حيث حرّف بالمعنى وكما يؤيده الآية (١٠) كما ترجمها القسيس أو سكان الأرمني (٣) : «يسبحون
__________________
(١ ، ٢). لقد ذكر «قيدار» في (أشعياء ٦٠ : ٧) أيضا كما يقول في بشارة أخرى في آيات عدة تعريفا بصاحب هذه الشرعة المبشر بها : «كل غنم قيدار تجتمع إليك. كباش نبايوت تخدمك. تصعد مقبولة على مذبحي وازين بيت جمالي» وللاطلاع على تفصيل بشارات أشعياء راجع (رسول الإسلام).
(٢) هذه الترجمة كتبها هذا القسيس على كتاب أشعياء في ٧٣٣» ١ وقد طبعت في مطبعة (أنتوني بورتولي).