إنسانيا وإيمانيا ، حياة زيّنة طيبة تطيّب الإنسان وتزينه في كافة الحقول الحيوية ، دون رهبنة وتقشف مبتدعين.
لا فحسب أن تلك الحضارة مسموحة ممنوحة للذين آمنوا ، بل و (قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) فهم أولاء أصول لهذه الحضارة الراقية المباركة ، وعلى هامشهم سائر الناس ، خلاف ما يزعم أن هذه الحضارة خاصة بالذين كفروا وصالحوا العباد عنه بعاد!.
وهنا «خالصة» قد تعني مع الخلوص لهم عن شركاء ، خلوصا عن الأوشاب والغصص التي تشوب كل زينة وطيبة من الرزق ، فلا خليط لهم هناك من سواهم ولا من ملابسات النعم التي هي من قضايا الحياة الدنيا.
ترى في أغوار التاريخ الإنساني جاهليات مسخت الفطر والفكر والعقول ، بل والحواس الإنسانية من الجاهلية العربية والإغريقية والرومانية والفارسية ، وعلى طول خطوط الجاهليات وخيوطها في كل زمان ومكان حتى الآن.
فهذه الجاهلية المتحضرة التي يعيشها الحضاريون! قد أعارتهم جماعا من الجاهليات عبر التاريخ ، فأعرتهم من ملابسهم كما أعرتهم من كل تقوى ، وأدخلتهم في جموع الطغوى ، وهي تعيّر الكاسيات من الحرائر العفيفات المسلمات بأنهن «رجعيات» ـ «تقليديات» ـ «ريفيات».
فالمسخ هو المسخ ، والانتكاسة هي نفس الانتكاسة ، مهما عربدت وأرعدت وأبرقت ببريقات تبرز العورات أكثر ماهية شناعة وفضاحة.
وترى ما هو الفارق بين البهائم العارية بطبيعة الحال ، وهؤلاء البهم في صورة الإنسان بسيرة الحيوان بل هم أضل سبيلا.
إن بيوتات الأزياء الضياع ومصمميها ، وأساتذة التجمل ودكّاتها ، إنها هي التي تكمن وراء هذا الخبل العاهر الذي لا تفيق منه نساء الجاهلية المتحضرة ولا رجالها المتأنثون.