وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) (٦ : ١٣٢) وذلك يشمل عمل الإيمان وعمل الصالحات وعمل التسليم.
فطليق الصدق هو الصدق في مثلث الأقدام بكل إقدام ، ثم يليه العوان بين الصدق والكذب ، ومن ثم طليق الكذب كما في المنافقين والكافرين.
هذه أقدام صدق ليست إلّا قضية لصادق الإيمان ، وهي درجات حسب درجات الإيمان ، علينا أن نتعرف إليها حتى نعرف أقدام صدق فيها ، ف : «الإيمان على أربع دعائم : على الصبر واليقين والعدل والجهاد ـ
والصبر منها على أربع شعب : على الشوق والشفق والزهد والترقب ، فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ، ومن أشفق من النار اجتنب المحرمات ، ومن زهد في الدنيا استهان بالمصيبات ، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات ، واليقين منها على أربع شعب : على تبصرة الفطنة ، وتأوّل الحكمة ، وموعظة العبرة ، وسنة الأولين ، فمن تبصّر في الفطنة تبيّنت له الحكمة ، ومن تبينت له الحكمة عرف العبرة ، ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين ـ
والعدل منها على أربع شعب : على غائص الفهم ، وغور العلم ، وزهرة الحكم ، ورساخة الحلم ، فمن فهم علم غور العلم ، صدر عن شرائع الحكم ، ومن حلم لم يفرّط في أمره وعاش في الناس حميدا ـ
والجهاد منها على أربع شعب : على الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والصدق في المواطن ، وشنآن الفاسقين ، فمن أمر بالمعروف شد ظهور المؤمنين ، ومن نهى عن المنكر أرغم أنوف المنافقين ، ومن صدق في المواطن قضى ما عليه ، ومن شنئ الفاسقين وغضب لله غضب الله له وأرضاه يوم القيامة ـ
والكفر على أربع دعائم : على التعمق والتنازع والزيغ والشقاق ـ
فمن تعمق لم ينب إلى الحق ، ومن كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن