والجان ومن أشبهنا بما نسعى حسب المستطاع والإمكان ، أم دون سعي لمن لا يحمل رزقه (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (١).
أجل فقد «قسم أرزاقهم وأحصى آثارهم وأعمالهم وعدد أنفاسهم
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٣٣٥ في تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل من أهل البادية فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن لي بنين وبنات وإخوة وأخوات وبني بنين وبني بنات وبني إخوة وبني أخوات والمعيشة علينا ضيقة (خفيفة) فإن رأيت يا رسول الله أن تدعو الله أن يوسع علينا؟ قال : وبكى فرقّ له المسلمون فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين «من كفل بهذه الأفواه المضمونة على الله رزقها صب الله عليه الرزق صبا كالماء المنهمر إن قليل فقليلا وإن كثير فكثيرا ، قال : ثم دعى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمّن له المسلمون ، قال قال أبو جعفر (عليه السلام): فحدثني من رأى الرجل في زمن عمر فسأله عن حاله فقال : من أحسن من حوله حالا وأكثرهم مالا.
وفي الدر المنثور ٣ : ٣٢١ ـ أخرج الحكيم الترمذي عن زيد بن أسلم أن الأشعريين أبا موسى وأبا مالك وأبا عامر في نفر منهم لما هاجروا قدموا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أرسلوا من الزاد فأرسلوا رجلا منهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسأله فلما انتهى إلى باب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سمعه يقرأ هذه الآية (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها ..) فقال الرجل : ما الأشعريون بأهون الدواب على الله ، فرجع ولم يدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لأصحابه : أبشروا أتاكم الغوث ، ولا يظنون إلا أنه أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوعده فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجلان يحملان قصعة بينهما مملوءة خبزا ولحما فأكلوا منها ما شاءوا ثم قال بعضهم لبعض : لو انا رددنا هذا الطعام إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليقضي به حاجته ، فقالا للرجلين : اذهبا بهذا الطعام إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنا قد قضينا حاجتنا ، ثم إنهم أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما رأينا طعاما أكثر ولا أطيب من طعام أرسلت به ، قال : ما أرسلت إليكم طعاما ، فأخبروه أنهم أرسلوا صاحبهم فسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره ما صنع وما قال لهم ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيء رزقكموه الله تعالى.