(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٣) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(١٤).
كل فرية لها سمة أو سمات ، فهل هنا سمة في القرآن أم وصمة تدل على أنه ليس رباني المصدر والصدور؟ (فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ) : القرآن ، مفتريات ، والخطاب المتحدي هنا يعم كافة المكلفين من الجنة والناس أجمعين ، حيث «يقولون» المستمرة بمضارعتها تعم كافة القائلين الغائلين أن يفترى على الله : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (١٧ : ٨٨).
لا فحسب بمثله أم بعشر سورة مثله ، بل وبسورة (قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) (١٠ : ٣٨) أو من مثله : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) (٢ : ٢٤).
والمماثلة المتحدى بها وإن في سورة هي الطليقة الشاملة لأية مماثلة في نسج العبارة ونضد التعبير ، في كافة الضروب البيانية بلاغة وفصاحة ، وفي كافة الحقول العلمية التي توجد في ذلك المسرح الفصيح القرآني الفسيح.
فكما أن الله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (٤٢ : ١١) في ذات وصفة وفعل ، كذلك كتاب الله ليس كمثله شيء في أي شيء من كتابات الأرض ، ولا الكتابات السماوية غير المتحدى بها!.
(فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ) ـ وهم يكرّسون كافة إمكانياتهم وطاقاتهم تثبيتا لكونه مفترى على الله ـ إذا (فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ) حيث النازل بعلم غير الله له أمثال ونظائر قد تربوه أم تساويه وتوازيه ، والقرآن بنفسه شهيد على ربانية مصدره وصدوره : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ