أجل ، ما لم تنظم الإرادة الفعالة إلى العلم فلا تأثير في واقع المعلوم ، والإرادة تؤثر دون علم.
٤ كون المعني من (السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) هما للقيامة في وجه كون المعني من الجنة والنار هما ليوم القيامة ، ذلك إحالة إلى مجهول حيث لا نعرف عن سماوات القيامة وأرضها شيئا إلّا ما تلمح به (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) فلتكونا هما هذه السماوات والأرض ، فالمتعين عناية الجنة البرزخية ونارها؟.
والجواب أن المعروف بدقة وهمامة وسعة نظر كلا السماوات والأرض في الأولى والأخرى ، والجنة والنار برزخيا وفي الأخرى ، فهما معا معنيّان.
ثم من ذا الذي يدري زمن انفطارهما في الأولى ، فكذلك الأخرى وبأحرى ، فإن جنتها لا نهاية لها قضية : (عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) مهما كان لنارها حد محدود ف (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ).
أم وعلّ القصد طول أمد الجنة والنار ، ولا أطول فيما نعرف إلّا أمد السماوات والأرض ، ولكن الجنة لا نهاية لها قضية (عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) والنار لها نهاية قضية عدل الله ، ف (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) ليست لتستثني فقط قصرا لهما ، بل هو بين تقصير وتطويل ، فالجنة لأهلها في الأخرى أطول أمدا من هذه السماوات والأرض قضية الفضل ، والنار لأهلها هي بين أقصر وأطول من أمدهما أم قدرهما قضية العدل في ذلك المثلث ، فلها ـ إذا ـ حد كما لأي عصيان.
فأهل الجنة البرزخية خالدون فيها ما دامت هذه السماوات والأرض (إِلَّا ما شاءَ اللهُ) أن يخلدوا أكثر هو في الجنة الأخرى (عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ).
__________________
ـ إنه جهل عند العقلاء حيث العلم كاشف عما سيحصل بأسبابه ، سواء أكانت مسيّرة أم سواها.