فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) (٤٠ : ٤٦).
ومهما دلت آيات أخرى على الدخول في النار البرزخية ، ولكنه دخول غير مستمر العذاب ، فهو عرض آخر لذلك العرض : (وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (٦٦ : ١٠) فالأمر موجه إلى امرأتي نوح ولوط حين موتهما ، فهي ـ إذا ـ النار البرزخية مهما تبعتها نار الأخرى ، وهكذا : (.. حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ. قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها ..) (٧ : ٣٨).
وقد تعني (السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) للآخرة في حقل المشيئة انهم قضية عطاء غير مجذوذ لا يخرجون عن الجنة وإن تفطرتا ، وخلقت سماوات وأرض أخرى أم لم تخلق.
٥ لما ذا بالنسبة لأهل النار «شقوا» معلوما ، ثم لأهل الجنة «سعدوا» مجهولا؟ وهو لازم!.
ذلك لأن الشقاء ككلّ هو من فعال أهل النار ، ولكنها السعادة أكثرها من الله حيث يوفق أهل طاعته فيها ولا يوفق أهل معصية فيها وكما في
الحديث القدسي «يا بن آدم أنا أولى بحسناتك منك وأنت أولى بسيئاتك مني» ولأنه بيده الخير وليس الشر إلّا منا ، (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً) (٢٤ : ٢١).
صحيح أن الله يضل الظالمين كما يهدي الصالحين ، ولكن إضلاله الظالمين يعني انقطاع توفيقه عنهم ، وحين يختم على قلوبهم فهو جزاء وفاق هنا قبل الأخرى ، في حين أن هداه يعني مزيد التوفيق ، إذا فنصيب ربنا في الخير لنا أوفر من نصيب الشر ، وقضيته في أهل الخير «سعدوا» مجهولا إذ هو فاعله الأصيل ، وفي أهل الشر «شقوا» معلوما إذ هم الأصلاء فيه ، وليس من الله إلّا سلب التوفيق ، أم والجزاء الوفاق بالختم على القلوب.