ذلك ، وفي التعبير عن مقاطع السور بالآيات آية قاطعة أنها ذوات الدلالات البينة في
حدود ذواتها المقررة بين الله والمعنيين بها ، وما فرية إجمال القرآن وإعضاله في دلالة فاعزاله عن صالح الاستدلال ، إلا شيطنة مدروسة تعني جعل القرآن في زاوية منعزلة عن أهليه ، في حين أن الروايات والاجتهادات التي لا تتبنى القرآن هي داخلة في الميدان.
فقد قيل فيما غيل على القرآن أنه غاية علم الله النازل على خلقه فكيف بالإمكان أن نفهمه؟ كما قال المشركون انه تعالى أعلى من أن نعبده نحن الأدنون فلنعبد الرعيل الأعلى من عابديه!.
وليس غريبا من هؤلاء الذين غربت عقولهم وعزبت أن ينحّوا القرآن عن الوسط الإسلامي ، حيث يرونه حياة طيبة مستقلة وليست مستغلة لهؤلاء الأوغاد الأنكاد ، ويليهم من تابعهم عارفين أم غافلين في الوسط الإسلامي ، مختلقين حواجز بين القرآن وبين أمته وشعبه ، مرتكنين على روايات متناقضة متعارضة ، ويكأن الأصل عندهم هو غير الأصيل ، والفرع عندهم هو الأصيل ، تقديما للمفضول على الفاضل.
وهذا القرآن هو بصيغة واحدة يحث المكلفين على التدبر فيه دون حث على وسيط ، اللهم إلا للبسيط في تفهم غامراته ، وأما الحجة القرآنية للتكاليف العامة فهي حجة بالغة تعم العالي إلى الوسيط وإلى البسيط.
أو إن كلام الله على محتد الألوهية لا يفهمه إلا إله آخر ولن يكون ، أمن أوحى إليه بما يفهمه دون من سواه؟.
وذلك ينافي المحتد الرباني أنه كلم عباده بلسان الألوهية فلا يفهمه عباده ، نقضا للهدف الأسمى من إنزال الكتب وهو تفهم المكلفين أجمعين! بل ولا يفهم الرسول لغة الألوهية!.
أو إن ظواهره ، بل ونصوصه ، ظنية لا تفهم إلا بالسنة؟ وقضية الفصاحة والبلاغة القمة أن يكون هو البيان للسنة وسواها من منقولات سواه ، وقد سمى نفسه نورا وتبيانا وممسّكا وحيدا غير وهيد.