الخلفاء فهداهم علي (عليه السلام) إلى الصواب (١) لحد قال الخليفة عمر : لولا علي لهلك عمر. ومن سائر هؤلاء الذين يقدمون المفضول على الفاضل في أي حقل من حقول التفضيل.
__________________
ـ يقضي بين رجلين فقضى بينهما فقال الذي قضى عليه : هذا الذي يقضي بيننا؟ وكأنه ازدرى عليا فأخذ عمر بتلبيبه فقال : ويلك وما تدري من هذا؟ هذا علي بن أبي طالب هذا مولاي ومولى كل مؤمن فمن لم يكن مولاه فليس بمؤمن.
(١) المصدر في الكافي بسند متصل عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : لقد قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) بقضية ما قضى بها أحد كان قبله وكانت أول قضية قضى بها بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك انه لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأفضي الأمر إلى أبي بكر أتى رجل قد شرب الخمر فقال له أبو بكر : أشربت الخمر؟ فقال الرجل : نعم فقال ولم شربتها وهي محرمة؟ فقال : انني أسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر ويستحلونها ولو أعلم انه حرام اجتنبتها ، قال فالتفت أبو بكر إلى عمر فقال : ما تقول يا أبا حفص في أمر هذا الرجل؟ فقال : معضلة وأبو الحسن لها ، فقال أبو بكر : يا غلام أدع لنا عليا ، فقال عمر : بل يؤتى الحكم في منزله فأتوه ومعه سلمان الفارسي فأخبروه بقضية الرجل فاقتص عليه قصته فقال علي (عليه السلام) لأبي بكر ابعث من يدور به على مجالس المهاجرين والأنصار فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه ، ففعل أبو بكر ما قال علي (عليه السلام) فلم يشهد عليه أحد فخلى سبيله فقال سلمان لعلي (عليه السلام) : لقد أرشدتهم فقال علي (عليه السلام) : إنما أردت أجدد تأكيد هذه الآية فيّ وفيهم (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) وفيه عن تفسير العياشي عن عمرو بن القاسم قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وذكر أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قرء هذه الآية فقلنا من هو أصلحك الله؟ فقال : بلغنا أن ذلك علي (عليه السلام).
وفي عيون أخبار الرضا (عليه السلام) في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) في وصف الإمامة والإمام وذكر فضائل الإمام ورتبته حديث طويل يقول فيه الرضا (عليه السلام): إن الأنبياء والأئمة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم في قوله عزّ وجلّ : ( فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ..).
وفيه عن تفسير القمي عن أبي جعفر (عليهما السلام) في الآية : فأما من يهدي إلى الحق فهو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل محمد (عليهم السلام) بعده وأما «من (لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى) فهو من خالف من قريش وغيرهم أهل بيته.