فقد تصطدم الجنة ببرودة ام حرارة زائدة فتيبس ثم تجبر حيث تعمّر ، ولكنما الحسبان من السماء يجعلها غير قابلة الزرع والإنماء ـ إذ «تصبح (صَعِيداً زَلَقاً) : دحضا لا نبات فيه.
ام قد يقل الماء المتفجر ام يسد بسدات تحت الأرضية فيرجع بالتنقية ، ولكنما الغور إبعاد له أو إفناء (فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً)!.
(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً)(٤٢).
لقد حصل فعلا ما أنذره صاحبه حيث (أُحِيطَ بِثَمَرِهِ) بما أحاط الله ثمره بحسبان من السماء إمّا ذا ، فاستأصل ثمره (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ) وقد تكون هذه الاحاطة السماوية من كل الجوانب كالبحرية : (جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ..) (١٠ : ٢٢) والإصابة المحيطة هي التي لا منفذ عنها ولا مخلص منها : (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها) : صمر مدمر من كل جانب وكأنه لم يكن له ثمر ، حيث لم يبق له أثر إلّا (صَعِيداً زَلَقاً) و (يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ) كناية عن الإنفاق النادم حيث تهدّر دون اي ثمر «وهي» الجنة (خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) مهشمة محطمة تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا «وهو يقلب كفيه» أسفا على ماله الضائع بحاله الضائعه (وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً) ولات حين مناص وفرار عما قدّمه ، ومن ورائه جهنم وبئس القرار! ترى ولماذا أصبحت الجنتان في سرد القصة كأنهما جنة واحدة : آتت ـ أكلها ـ لم تظلم ـ جنته ـ هذه ـ منها ـ جنتك ـ من جنتك ـ عليها ـ فتصبح ـ ماءها ـ فيها ـ عروشها ـ؟
علهما لأنهما أصبحتا كجنة واحدة لمكان زرع بينهما كما فيهما مهما فصل بينهما جدار من نخل ، فدخوله في قسم منها دخول فيهما ، أو أنه دخلهما.