لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً (٥٨) وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً)(٥٩)
(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً)(٤٧) :
وترى أين وأنى يبرز خير الباقيات الصالحات ثوابا وأملا ومردا؟ :
(يَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ ..) وهنا يجمع ردفا بين يومي القيامة إماتة : (نُسَيِّرُ الْجِبالَ ..) واحياء : (وَحَشَرْناهُمْ ..) جمعا للموتى في الحياة فحسابا وجزاء وفاقا!
وبماذا يعطف «ويوم» في بروز الباقيات الصالحات والطالحات؟ علّه قبله يوم البرزخ فانه دار جزاء برزخ ، وقبله الدنيا حيث يرى فيها الباقيات الصالحات والطالحات بشيء من آثارها ، مثلث من الحياة في كلّ حسبها يرى آثار الصالحات والطالحات ، وكما آية السعي تسعى : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) كضابطة عامة تبتدء من الدنيا (وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى) انتقالا إلى البرزخ (ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى) الى الحياة الاخرى ، فليست المساعي والصالحات موقوفة في ثوابها وأملها ومردّها في الحياة الاخرى ، بل تبرز بدرجات او دركات في مثلث الحياة.
و (نُسَيِّرُ الْجِبالَ) هي قيامة الأرض بما فيها وعليها ، باقتلاع الجبال عن أصولها وتسييرها سريعة لحد (تَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً) ببروز قواعد الجبال والاتلال ، وسرابا : (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) (٧٨ : ٢٠) حيث