«الغفور» هو معدن الغفر والستر ومنبعه ، فهو إذا «ذو الرحمة» الواسعة ما وجد لها سبيل ، لا الرحمة الفوضى التي هي زحمة على الصالحين وراحة للطالحين! «لو» أنه «يؤاخذهم» هؤلاء البغاة الطغاة (بِما كَسَبُوا) اخذة عاجلة (لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ) في الاولى قبل الأخرى «بل» كضابطة عامة لا تستثنى (لَهُمْ مَوْعِدٌ) لمؤاخذتهم بما كسبوا منذ الموت الى يوم يقوم الحساب (لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً) : مخلصا.
ثم وموعد آخر لمن تمادى في الطغيان يوم الدنيا ومن أمثاله (تِلْكَ الْقُرى) الغاربة في عمق التأريخ (أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) حيث الظلم ليس ليصبر عليه مهما كانت الدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء ، (وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) بالسنة رسلهم ، فلا يغرنكم إمهال الله لهم فانه إملال ، وان موعدهم آت في مستقبل أم حال ، وسنة الله لا تتخلف على أية حال.
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً (٦٠) فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً (٦١) فَلَمَّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً (٦٢) قالَ