للحصول عليه ولكن منه ما لا يحصل برقابة كالعلم الباطن اللدني ، فعلم الوحي الشريعة لا يستلزم ذلك العلم اللدني مهما يستلزم علما دون ذلك ، فقد أوتي خضرا رحمة من عند الله وعلم علما من لدن الله ليس من مخلفات وحي الشريعة والرقابة التامة عليه!.
ولان ولاية العزم لزامها الحفاظ على حقوق الامة ومصالحها في الباطن كما الظاهر ، فليعلم موسى الرسول في ولايته العظيمة العزيمة ، تأويل قضايا كمثل السفينة والغلام والجدار ، فقد يحتمل أن القصة كانت في بداية أمره ولما يعظم ويعزم امر رسالته القمة ـ والله اعلم حيث يجعل رسالته!.
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً)(٦٠)
مجمع البحرين هو عنوان ملتقاه مع خضر كما أوحي إليه ولكن موسى لا يعرفه بتفصيل ، فلو كان عارفه فلما ذا (أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) سنة الى ثمانين وكما جاوزه إذ نسيا حوتهما ، فقد يعرف ان فيه ملتقاه وأنه في سفرته هذه يمرّ عليه ، كما تلمح له (مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) لا «مجمعا لبحرين» حتى تكون له مصاديق عدة ، وإنما قال كغير عارف بالملتقى (أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) لأن مجمع بينهما كان متسعا شاسعا قد يحتاج الوصول الى منتهاه الى ان يمضي حقبا واقله التأكيد على ذلك التصميم وإن لم يحتج وصوله الى مضي حقب ، فحق لموسى وفتاه لمّا بلغا مجتمع بينهما أن ينسيا حوتهما حيث بهرهما بلوغ المجمع نظرة الملتقى ، وأما فتاه فزاد نسيانا على نسيان لما أويا الى الصخرة.
موسى الرسول ما كان يعرفه بعينه ، ولا أن القرآن عرّفه لنا ، فما لنا من سبيل الى معرفته القطعية إلّا حدسيات : أنه منطقة كانت مسرح