الحوت فاتخذها سبيلا؟ ام ساقية اخرى وقد حيي بغيرها؟ ام قفزة من منحدره ام لزقة فانزلاقا الى البحر وبينه وبينه بر إمّا ذا؟ على أية حال (اتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً)!
فاتخاذ سبيل سرب عجب ذو دلالات على أن حوتهما الغداء الشواء أصبح حيا على الصخرة على غفلة لموسى وذكر لفتاه ، ومن ثم تناساه فنسي ان يخبر موسى بأمره :
(فَلَمَّا جاوَزا) بداية المجمع والسرب العجب «قال» موسى (لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا) الحوت «لقد» تأكيدا ذا بعدين (لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً) فلنتغذّ لكي نستجدّ طاقة بدنيّة نواصل بها سفرنا ، مما يدل أنه كان متغافلا جوعهما مع نسيان حوتهما ، ثم النصب ذكره غداءهما الحوت فطلبه من فتاه ، فانه التعب المنصوب تأتيا في مداه :
والغداء هي غذاء الغداة ، فلعّلهما جاوزا مجمع بينهما ليلا ، ولم يعتبره موسى ملتقاه إذ لم ير ما يريه انه هو ملتقاه حتى أخبره به فتاه :
(قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ) المطلّة على البحر ، فأنت رأيت إذ أوينا إليها تخفيفا عن وعثاء السفر ، او وانتظارا علّه هو الملتقى (فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ) ما ذا حصل له وماذا فعل ، بعد ما نسيناه مع بعض (وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) واتخذ : حال انه (اتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) نسيان عجب بعد ما رأيته اتخذ سبيله في البحر عجبا حيث الحوت الميت المطبوخ يمشي في سبيله السرب إلى البحر! ولم يكن نسيانا مني تغافلا عن أمره العجب وانما ذلك الشيطان انسانيه ان اذكره فاذكّرك بسربه العجب.
__________________
ـ جعفر بن محمد (عليه السلام) عن علي (عليه السلام) أقول : على اختلاف في بعض الألفاظ واتفاق في عين الحياة :