الْحُوتَ ::) أنسيانا مع موسى فهنالك نسيا وهنا نسيت؟ فهو إذا نسيان ثان تدخّل فيه الشيطان يخص فتاه : (فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) .. هنا (وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ ..) عطفا على نسيانه ، وهناك (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ ...) تفريعا على نسيانهما ، فبينهما فرق قد لا يكون إلّا أن النسيان الاوّل أغفلهما عن كونه معهما (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ ..) والنسيان الثاني هو بعد ذكر (وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) فالواو إذا للحال ، أنني نسيته حال أنه اتخذ سبيله في البحر عجبا ، نسيت أن اذكره بعد ذلك وأذكرك ، وعلّه لأنه ما اهمته غدائهما رغم ذلك العجب أمام غايتهما القصوى ، فقد ينسى الطريق والرفيق فضلا عن الغداء إمّا ذا :
(فَلَمَّا .. نَسِيا حُوتَهُما) استغفالا عنه إذ لم يكن محورا في تلك السفرة (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً) لم يدره موسى ودراه فتاه وكما اخبر (وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) وترى ما هي سبيله السرب؟ (قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ) فمن الصخرة العالية منحدر يتخذ إليه سبيل سرب فالسبيل هو الطريق المنحدر ، والسرب هنا انحدار ثان يزيد السبيل سبلة وانحدارا.
أو هي عين الحياة المنحدرة من الصخرة الى البحر (١) وقد حيي بها
__________________
(١) في عديد من الروايات انه عين الحياة كما في نور الثقلين ٣ : ٢٧٢ ح ١٣١ في عيون الاخبار عن الرضا (عليه السلام) قال قال علي (عليه السلام) وقد سأله بعض اليهود عن مسائل ـ وأنتم تقولون ان اوّل عين نبعت على وجه الأرض العين التي ببيت المقدس وكذبتم ، هي عين الحياة التي غسل يوشع بن نون السمكة وهي العين التي شرب منها الخضر (عليه السلام) ، وليس يشرب منها احد الا حيي؟ قال : صدقت والله انه لبخط هارون وإملاء موسى ورواه مثله في كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى أبي الطفيل عامر بن واثلة عن علي (عليه السلام) وفيه ايضا باسناده الى ابراهيم بن يحيى المدائني عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) ان علما وفيه ايضا باسناده الى الحكم بن مسكين عن صالح عن ـ