لذلك التعلم ، لا يتبرّم وينزعج فيترك تعلما فيه مهانة ، بل يجيبه بما يؤهله (إِنْ شاءَ اللهُ) ويعذره (إِنْ شاءَ اللهُ) فيمضي في هذه الرحلة الدراسية على ضوء (إِنْ شاءَ اللهُ) تعليم صعب وتعلّم صعب على عبدين من الرعيل الأعلى في علم الظاهر والباطن.
(قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً)(٦٩).
يقولها موسى ولا يدري أنه يواجه امرا إمرا او نكرا او خلاف العقل! وحيث الصبر ـ وبمشية الله في هكذا أمر ـ لا يترجّاه مؤمن فضلا عن موسى الرسول (عليه السلام).
و (إِنْ شاءَ اللهُ) هنا هي مشية الله تشريعا فتكوينا ف (سَتَجِدُنِي ... صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) مهما أبهم أمره ، ما وافق شرعة الله ثم شاءه الله توفيقا لما أشاءه.
وهذه تكفل حتمية الصبر من موسى (ع) شرط (إِنْ شاءَ اللهُ) في بعديها ، فلا خلف في وعده ولا تخلف عن مشيئة الله إذ لم يصبر على أمر إمر أو نكر ، إذ لا يشاءه الله في شرعة ظاهرة ، ولا تكوينا بعد ان لا يصبر موسى حسب تكليفه الظاهر.
اجل (وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) إلّا ان يكون أمرك عصيانا لله وإمرا ، فقد تمت شروطات وآداب التعلم من موسى (عليه السلام) وثم ماذا من الخضر؟
(قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً)(٧٠)
ينبّهه أن أمره يثير السؤال العاجل وقد لا يصبر عنه إلى آجل ، فلذلك يشترط عليه الآخر المطاف ترك العجال في السؤال ويربطه بمتابعته التي هي اوّل المطاف في هذا المجال! (فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي) دون ان يفرض عليه عدم السؤال إلا بشرط اتباعه المطلق في رحلته المدرسية ، الذي لزامه التسليم