وكذلك نرى الامة الاسرائيلية كانوا طول قرونهم والى احتلال فلسطين ، كانوا سيارة في الأرض مفسدين أيا كانوا.
لست أقول انهم من أصل الترك ويأجوج ومأجوج ، فانما كونهم سيارة الأرض المفسدين يجعلهم مع يأجوج ومأجوج أمة الإفساد في التاريخ ، بل هم لعلهم أشد منهم وأنكى او هم الأصل في الإفساد منذ كانوا وعلى هوامشهم سائر الأمم المفسدة.
ولان اللغات متطورة كما المجتمعات ، فقد يقرب القول أنهما المغول والتتار وهما من الترك ، والمغول في الصيني «منكوك» او «منجوك» وكأن الكلمتين نقل عبراني وهما في التراجم اليونانية وغيرها للعهد العتيق «كوك» و «ماكوك» والمشابهة الكاملة بين «ماكوك» و «منكوك» يقضي انها متطورة من «منكوك» كما اشتق منه «منغول» و «مغول».
فلعل يأجوج هو «كوك» ومأجوج هو «ماكوك» فهذا المغول وذلك التتار ، وقد ذكر بعض المدققين أن المغول والتتار من رجل واحد يقال له «ترك» وهو الذي سماه أبو الفداء باسم يأجوج ، وقد كانوا يشغلون الجزء الشمالي من آسيا ، تمتد بلادهم من «التبت والصين» إلى المحيط المنجمد الشمالي وتنتهي غربا بما يلي بلاد «تركستان» (١).
ويذكر المؤرخون المسلمون والإفرنج أن هذه الامة النكدة كانت تغير قديما وفي مختلف الزمن على الأمم المجاورة لها ، ومنهم المتوحشة كالسيول الجارفة التي انحدرت من الهضبات المرتفعة من آسيا الوسطى وذهبت الى أوروبا قديما ، فمنهم أمة السيت والسمرياق والمسجيت والهون ، وكم أغاروا
__________________
(١) كما في (فاكهة الخلفاء) وابن مسكوية في (تهذيب الأخلاق) وفي (رسائل اخوان الصفا) فقد ذكروا ان هؤلاء هم يأجوج ومأجوج.