وغيرهما ، وفتكوا بأهالي نيسابور وأفنوهم عن آخرهم حتى الأطفال والحيوان وأحرقوا البلد ، وأصبحت القتلى في واقعة مرو مليونا وثلاثمائة وثلاثين ألفا!
وهذه نبذة يسيرة من بحر فظايحهم هناك (١) ومن ثم كافة البلاد إلّا شذرا : فقد أخضعوا بلاد الهند فمات «جنكيزخان»
ولما ملك ابنة (اقطاى) أغار ابن أخيه (باتو) على الروس (٧٢٢) ودمروا (بولونيا) و (بلاد المجر) وأحرقوا وخرّبوا ـ
وبعد موت (اقطاى) قام مقامه (جالوك) فحارب ملك الروم وألجأه إلى دفع الجزية.
ثم مات (جالوك) وقام مقامه ابن أخيه (منجوا) فكلف أخويه (كيلاى وهولاكو) ان يستمر في طريق الفتح ، فيتجه الأوّل الى بلاد الصين والثاني إلى الممالك الإسلامية. ففعلوا ما فعلوا من القتل والتدمير.
أسلمت بغداد سبعة ايام للقتل والسلب والنهب فسالت فيها أنهر الدماء وطرحوا الكتب العلمية في دجلة وجعلوها جسرا يمرون عليه بخيولهم وقتل الخليفة العباسي المستعصم بالله وعلقت جثته في ذنب حصان وساروا بها بين أسوار بغداد .. وقد استمرت فتوحات المغول إلى سوريا ..
الفتنة المغولية تفتك بالبلاد كلها من مشارق الأرض ومغاربها إلّا مكة والمدينة وبيت المقدس ، وعلّه إليها الاشارة في حديث يأجوج ومأجوج أن مقدمتهم في الشام وساقتهم بخراسان ، وكما في تصريحة أخرى انهم لا يدخلون المدن الثلاث.
وقد يعنيه الحديث «ويخرج في آخر الزمان رجل يسمى أمير العصب»
__________________
(١) راجع دائرة المعارف وابن خلدون وفاكهة الخلفاء.