بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (١١٠)
(أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بي إلحادا ونكرانا لي ، ام بتوحيدي إشراكا (أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي) الذين هم «من دوني» او (يَتَّخِذُوا عِبادِي) دون إذني (مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ) يتولونهم كآلهة ام شركاء لي او مخولين في ولاية شرعية أما ذا؟ (إِنَّا أَعْتَدْنا) تحضيرا (جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) نزولا إليها كما نزّلوني عن وحدتي وربوبيتي في زعمهم.
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (١٠٤)
(بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) هم في الدرك الأسفل من ضلال السعي وخسار الأعمال ، لا يوازيهم أحد من الخاسرين حيث الأفعل هنا مطلق فلا يساوى أو يسامى ، كما لا يفوقهم أحد في الخسران! وأصل الضلال ذهاب القصد عن سنن طريقه ، فكأن سعيه لما كان في غير طريقه المؤدي الى مرضاة ربه ، فهو ضال في سعيه ، خابط في غيّه وحابط في عمله.
فقد يكون الإنسان بطّالا لا يسعى في الحياة الدنيا ، لا لها ولا للأخرى ، او يسعى للدنيا ، مهتديا الى منافعها دون الاخرى ، او يسعى دونها ضالا في سعيه للدنيا وهو عارف بضلاله ام يسعى لها ضالا في سعيه وهو يحسب أنه يحسن صنعا دركات بعضها سفل بعض والرابعة سفلاها ، حيث يحرم الآخرة إذ لم يسع لها ، ويحرم الدنيا لضلال سعيه لها ، ويحرم الاهتداء إلى ضلاله إذ يحسب أنه يحسن صنعا (خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ)!