__________________
ـ جبار عات وكان يدعو اهل مملكته الى عبادة الأصنام فمن لم يجبه قتله وكان هؤلاء قوما مؤمنين يعبدون الله عز وجل ووكل الملك بباب المدينة ولم يدع أحدا يخرج حتى يسجد للأصنام فخرجوا هؤلاء بعلة الصيد وذلك انهم مروا براع في طريقهم فدعوه الى أمرهم فلم يجبهم وكان مع الراعي كلب فأجابهم الكلب وخرج معهم.
قال (عليه السلام) : فخرج اصحاب الكهف من المدينة بعلة الصيد هربا من دين الملك فلما امسوا دخلوا الى ذلك الكهف والكلب معهم ، فالقى الله عليهم النعاس كما قال الله : (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) فناموا حتى أهلك الله ذلك الملك واهل المدينة وذهب ذلك الزمان وجاء زمان آخر وقوم آخرون ، ثم انتبهوا فقال بعضهم لبعض : كم نمنا هاهنا؟ فنظروا الى الشمس قد ارتفعت فقالوا : نمنا يوما او بعض يوم ثم قالوا لواحد منهم خذ هذه الورق وادخل المدينة تنكرا لا يعرفونك فاشتر لنا طعاما فإنهم ان علموا بنا وعرفونا قتلونا او ردونا في دينهم ، فجاء ذلك الرجل فرأى مدينته بخلاف التي عهدها ورأى قوما بخلاف أولئك لم يعرفهم ولم يعرفوا لغته ولم يعرف لغتهم فقالوا له : من أنت؟ ومن اين جئت؟ فأخبرهم فخرج ملك تلك المدينة مع أصحابه والرجل معهم حتى وقفوا على باب الكهف واقبلوا يتطلعون فيه فقال بعضهم هؤلاء ثلاثة رابعهم كلبهم وقال بعضهم خمسة سادسهم كلبهم وقال بعضهم سبعة وثامنهم كلبهم ، وحجبهم الله بحجاب من الرعب فلم يكن يقدم بالدخول عليهم غير صاحبهم فانه لما دخل عليهم وجدهم خائفين ان يكونوا اصحاب دقيانوس شعروا بهم فأخبرهم صاحبهم انهم كانوا نائمين هذا الزمن الطويل وانهم آية للناس فبكوا وسألوا الله ان يعيدهم الى مضاجعهم نائمين كما كانوا.
ثم قال الملك : ينبغي ان نبني هاهنا مسجدا نزوره فان هؤلاء قوم مؤمنون فلهم في كل سنة تقلبان ينامون ستة أشهر على جنوبهم اليمنى وستة أشهر على جنوبهم اليسرى والكلب معهم باسط ذراعيه بفناء الكهف وذلك قوله تعالى : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ) الى آخر الآيات.
وهذه الرواية وهي اسلم روايات القصة قد تخالف آياتها في مواضيع.
منها ان المختلفين في عدتهم هم الذين اعثرهم الله عليهم! وهم برؤيتهم على اية حال عارفون عدتهم ، و (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ ..) تحول الاختلاف في عدتهم عنهم الى الآتي!.